emadon عضو شدد حيلو
الجنس : منين :
| موضوع: جردوها من ثيابها وحملوها الى مكان مظلم الأربعاء يونيو 03, 2009 5:07 pm | |
| جردوها من كل شيء ثم حملوها الى مكان مظلم؟ !
شدوا وثاقها .. وحرموها حواسها ... وشعرت بأنها موضوعة على ما يشبه الهودج .. في ارتفاعه وحركته ...
سمعت صوت زوجها وسطهم .. ماله لا يعنفهم ... ماله لا يمنعهم من أخذها ...
صوت الخطوات الرتيبة تمشي على تراب خشن ... ونسائم فجرية باردة تلامس
ثيابها البيضاء .. ورغمأنها لا ترى الا أنها تخيلت الجو من حولها ضبابيا ... وتخيلت الأرض التي هي فيها الآن أرضا خواء مقفرة ..
أخيرا توقفت الخطوات دفعة واحدة وأحست بأنهاتوضع على الأرض .. وسمعت الى
جوارها حجارة ترفعوأخرى توضع .. ثم حملت ثانية .. وشاع السكون من حولها ... وأحست بالظلام ينخر عظامها ..
ومن أعلى تناهى لسمعها صوت نشيج ... انه ابنها .. نعم هو ... لعله آت لانقاذها
لكن ... ماذا تسمع انه يناديها بصوت خفيض : أمي ..
ومن بين الدموع يتحدث زوجهااليه قائلا :
تماسك ... انما الصبر عند الصدمة الأولى ... ادعلها يا بني ... هيا بنا ..
غلبته غصة ... وألقى نظرة أخيرة على الجسدالمسجى ... فلم يتمالك نفسه أن
قالبصوت يقطر ألما : لا اله الا الله ... لا اله الا لله ... انالله وانا اليه راجعونرحمة الله عليكي يا أماة..
كان هذا آخر ما سمعته منه .. ثم دوى صوت حجررخامي يسقط من أعلى ليسد الفتحة الوحيدة التي كانت مصدر الصوت والنور ....... والحياة وانقطعت عن الحياة الدنيا واصبحت في الدار الآخرة .. وعاد المشيعون ادراجهم وهي تسمع قرع نعالهم
صوت الخطوات تبتعد ... الى أين أين تتركوني ؟ كيفتتخلوا عني في هذه الوحدة وهذه الظلمة وهذة الوحشة حيث لا حبيب ولا قريب
نظرت حولها فاذا هي ترى ....... ترى
أي شيء تستطيع أن تراه في هذاالسرداب الأسود
ان ظلمته ليست كظلمة الليل الذي اعتادته ... فذاك يرافقه ضوء القمر .. وشعاع النجوم ..
فينعكس على الأشياء والأشخاص ..
أما هنا فانها لا تكاد ترى يدها ... بل انهاتشعر بأنها مغمضة العينين تماما ..
تذكرت أحبتها وسمعت الخطوات قد ابتعدت تمامافسرت رعدة في أوصالها ونهضت
تبغي اللحاق بهم ... كيفيتركونها وهم يعلمون أنها تهاب الظلام والوحدة
لكن يدا ثقيلة أجلستها بعنف ..
حدقت فيما خلفها برعب هائل ... فرأت ما لم ترهمن قبل ... رأت الهول قد تجسد في صورة كائن ... لكن كيف تراه رغم الحلكة
قالت بصوت مرتعش : منأنت
فسمعت صوتا عن يمينها يدوي مجلجلا كا الرعد وعيون كا البرق : جئنا نسألك ...
التفت .. فاذا بكائن آخر يماثلالأول ..
صمتت في عجز ... تمنت أن تبتلعها الأرض ولا ترىهؤلاء القوم ... لكنها تذكرت أن الأرض قد ابتلعتها فعلا ..
تمنت الموت لتهرب من هذا الواقع الذي لامفر منه ... فحارت لأمانيها التي لم تعد صالحة ... فهي ميتة أصلاتمنت لو انها في حلم فتستيقظ منة وتستريح ولكن انها الآخرة أنة القبر انة سؤال الملكين .. - من ربك
- هاه .. - من ربك
- ربي .. ما عبدت سوى الله طول حياتي ..
- مادينك
- ديني الاسلام .. - مننبيك
- نبيي .......
اعتصرت ذاكرتها ... ما بالها نسيت اسمه ألم تكنتردده على لسانها دائما ألم تكن تصلي عليه في التشهد خمس مراتيوميا
بصوت غاضب عاد الصوت يسأل :
- مننبيك
- لحظة أرجوك ... لا أستطيعالتذكر ..
ارتفعت عصا غليظة في يد الكائن ... وراحت تهويبسرعة نحو رأسها .. فصرخت
... وتشنجت أعضاؤها ... وفجأة أضاء اسمه في عقلها فصرخت بأعلى صوتها :
- نبيي محمد ... محمد علية الصلاة والسلام...
ثم أغمضت عينيها بقوة ... لكن ..
لم يحدث شيء .. سكون قاتل ..
فتحت عينيها مستغربة فقال لها الكائن الذي اسمهنكير : لقد أنقذتك برحمة الله دعوة كنت ترددينها دائما ( اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك (
سرت قشعريرة في بدنها .. أرادت أن تبتسم فرحة ... لكنها لم تستطع ... ليس
هذا موضع ابتسام .... ياربي متى تنتهي هذه اللحظات القاسية ..
بعد قليل قال لها منكر : أنت كنت تؤخرين صلاةالفجر .....
اتسعت عيناها ... عرفت أنه لا منجى لها هذهالمرة ... لأنه لم يجانب
الصواب ... دفعها أمامه ... أرادت أن تبكي فلم تجد للدموع طريقا ... سارت أماممنكر ونكير في سرداب طويل حتى وصلت الى مكان أشبه بالمعتقلاتمكان رهيب رهيب...
شعرت بغثيان ... وتمنت لو يغشى عليها ... لكن لميحدث ..
فاستمرت في التفرج على المكانالرهيب ...
في كل بقعة كان هناك صراخ ودماء .. عويل وثبور ... وعظام تتكسر .. وأجساد
تحرق ... ووجوه قاسيةنزعت من قلوبها الرحمة فلا تستجيب لكل هذا الرجاء ..
دفعها الملكان من خلفها فسارت وهي تحس بأنقدميها تعجزان عن حملها ... واذا بها تقترب من رجلمستلق على ظهره .. وفوق رأسه تماما يقف ملك من أصحابالوجوه القاسية الصلبه .. يحمل حجرا ثقيلا ... وأمام عينيهاألقى الملك بالحجر على رأس الرجل ... فتحطم وانخلععن جسده متدحرجا ... صرخت .. بكت .. ثم ذهلت ذهولاألجم لسانها ..
وسرعان ما عاد الرأس الى صاحبه .. فعاد الملكالى اسقاط الصخرة عليهالله اكبر ما هذا العذاب وما اسبابة ...
هنا .. قيل لها : - هيا .. استلقي الى جوار هذا الرجل .. - ماذا
- هيا ..
دفعت في عنف .. فراحت تقاوم .. وتقاوم .. وتقاوم .. لا فائدة .. ان مصيرها لمظلم .. مظلم حقا ..
استلقت والرعب يكاد يقطع أمعاءها .. استغاثتبربها فرأت أبواب الدعاء كلها
مغلقة .. لقد ولى عهدالاستغاثة عند الشدة ... ألا ياليتها دعت في رخائها .. ياليتها دعت في دنياها .. ليتها تعود لتصلي ركعتين .. ركعتين فقط .. تشفع لها ..
نظرت الى الأعلى فرأت ملكا منتصبا فوقها .. رافعا يده بصخرة عاتية يقول لها :
- هذا عذابك الى يوم القيامة ... لأنك كنت تنامين عن فرضك - ...عن صلواتك عن عبادة ربكي التي خلقتي من اجلها والهتكي الدنيا الفانية عن الآخرة الباقية
ولما استبد اليأس بها ... رأت شابا كفلقة القمريحث الخطى الى موضعها .. ساورها شعور بالأمل ... فوجهه يطفح بالبشر وبسمته تضيء كل شيء من حوله ..
وصل الشاب ومد يديه يمنع الملك ...
فقال له : - ما جاء بك
- أرسلت لها ... لأحميهاوأمنعك
- أهذا أمر من الله عزوجل
- نعم ..
لم تصدق عيناها ... لقد ولى الملك ... اختفى .. وبقي الشاب حسن الوجه .. هل هي في حلم
مد الشاب لها يده فنهضت .. وسألته بامتنان : - منأنت
- أنا دعاء ابنك الصالح لك ... وتصدقه عنك .. منذ أن مت وهو لا ينفك يدعو لك حتى صور الله دعاءهفي أحسن صورة وأذن له بالاستجابة والمجيء الى هنا ..
أحست بمنكر ونكير ثانية ... فالتفتت اليهما فاذا بهما يقولان :
انظري .. هذا مقعدك من النار ... قد أبدله اللهبمقعدك من الجنة ..
وولد صالح يدعو له
اللهم احسنخاتمتنا اعمل يا بن أدم قبل ان يأتيك الموت فتقول ربي لولا أخرتني ألى أجل قريب ... أعمل وأخلص العمل لله قبل فوات الآوان ولا تغرك هذة الحياة الدنيا فمهما طالت سوف تنتهي با الموت ثم القبر ثم الحساب
--------------------
| |
|
اهلاوي عضو فعال
الجنس : منين :
| موضوع: رد: جردوها من ثيابها وحملوها الى مكان مظلم الأربعاء يونيو 10, 2009 9:43 am | |
| والله كلام مؤثر جدا اللهم احسن خاتمتنا يارب اللهم ثبت قلبي علي دينك يا كريم مشكور وجزاك الله خير | |
|
لولو العسل ($ ♥ عضــ متميز ــــو ♥ $)
الجنس : منين :
| موضوع: رد: جردوها من ثيابها وحملوها الى مكان مظلم الخميس يونيو 11, 2009 7:10 am | |
| | |
|