الصراحة يا جماعة انا قرات الموضوع دة فى احد المنتديات وعجبنى اوى
وحبيت اخليكو تشاركونى فى قراءته
مررت ُ بجانبها في طريقي إلى محاضرتي، كنت على عجلة من أمري، فرددت السلام بسرعة، ومضيتُ إلى حيث قاعة المحاضرة.
بعد انتهاء المحاضرة، رأيتها تسير باتجاهي، ردت السلام، وجلست إلى جانبي بصمت، لم أعرها اهتماما كبيرا، فقد كنتُ أكمل مشروعي الواجب تسليمه اليوم.
لاحظتْ انشغالي، فاستأذنتْ الرحيل، وتركتني وعملي.
في اليوم التالي... وجدتها جالسة على المقعد الذي اعتدنا الجلوس عليه منذ سنوات، حيث تظلله الأشجار من كل صوب، ويطل على الساحة الرئيسية،
رددت السلام، وأمسكت يدها بحرارة، شعرت بشوق لها، فمنذ فترة طويلة لم نتحدث سويا لانشغالنا بالامتحانات والواجبات اليومية، سألتها: " كيف حالك؟ " ، نظرت إلي بصمت للحظات ثم أجهشت بالبكاء!!
تعجبت من بكائها، وأحسست وكأن ما بها من ألم يلم بي، عدت وسألتها من جديد: " ما بك يا غالية؟ ولمَ البكاء؟ "
أجابت بصوت خافت: " منذ مدة لم يسألني أحد عن حالي، بات الناس يقولونها لأنهم اعتادوا قولها، دون أن يعوها فعلا، ودون أن يقصدوا أن يسمعوا عن حالي بالفعل" .
ابتسمت، وقلت لها: " إذن، فأخبريني عن حالك، أريد أن أسمع كل ما لديك".
قالت: " ومحاضرتك؟"
قلت: "أعوضها في شعبة الغد بإذن الله".
فاستطردتْ بلهفة: " قبل حوالي شهرين، توفي جدي، وقد آلمه المرض كثيرا قبل موته بعدة أيام، وبعد وفاته بشهر، خرج أخي الاسير من السجن، وقبل أسبوع، خطب فتاة ذات خلق ودين بحمد الله، وبعد عشر أيام سيتزوجان بإذن الله، وقبل خمسة أيام تقدم شاب لخطبتي، ولا زلت أفكر، ولم أعطه وأهلي جوابا بعد، وأختي فاطمة، التي تقيم في السعودية، أنجبت طفلا أسمته محمد، وقد مرض قليلا بعد ولادته وأُدخل المشفى، وهو الآن بخير الحمد لله، وقالت لنا فاطمة أنها ستزورنا بإذن الله عما قريب لتحضر معنا عرس أخي ... "
وظلت تخبرني بحالها وأحوالها، تتكلم بحماس والفرحة تبرق في عينيها، وكأنها فعلا كانت مشتاقة لأن يسمع أحد ما أخبارها ويشاركها أفراحها وأتراحها، وكان جل ما أفكر فيه، هو كم أني قصرت في حق أختي، التي أراها كل يوم، وبرغم ذلك، لا أعرف شيئا عن حياتها، وكم كانت أيامها الاخيرة حافلة بالاحداث التي كان من واجبي الشرعي والديني أن أشاركها إياها وسائر الاخوات!
هي أختي التي أوصاني بها حبيبي صلى الله عليه وسلم، ولكني قصرت في أداء حقها، وشغلتني دراستي وواجباتي وحياتي عن مجرد السؤال عن حالها!
كم خجلت من ربي ورسولي وأختي ومن نفسي حتى، لهذا التقصير الذي بدر مني.
أخي\ أختي ... انظر حولك، هناك من يحتاج إليك، لا أن تقدم له مالا أو تقضي له حاجة، إنما يريد منك فقط أن تسأله : " كيف حالك"